العادة السرية

هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة جداً ... و هو يهم معظم الشباب و الفتيات سواء ابتلاهم الله بهذه العادة و يبحثون عن كيفية الخلاص منها أو نجاهم الله منها و يبحثون عن معلومة أكيدة ينصحون بها أصدقاءهم الذين وقعوا مصيدة لهذه العادة

لذلك أرجو من كل من يفتح هذا الموضوع أن يقرأه بتمعن من أول كلمة إلى آخر كلمة حتى و إن كان يظن أنه يعرف محتواه دون أن يقرأه .... فلعلك تستفيد و تفيد

أولاً : تعريف الاستمناء أو العادة السرية


استدعاء المني بإخراجه ، ويطلق عليه أيضاً: الخَضْخَضَة , ويكون أيضاً بأي وسيلة أخرى ، وهو ما يسمى اليوم :العادة السرية .

ثانياً : أسباب الوقوع في هذه العادة

1- تأخير الزواج: فكثير من الشباب لا يقدمون على الزواج المبكر، بسبب عقبات كثيرة قد تواجه الشاب في بيته أو مجتمعه، أو غير ذلك.
2- الخلوة والانفراد : وبخاصة الذين يكثرون من مشاهدة الصور المحرمة، فإن أحدهم إذا خلا وانفرد بدأت الصور التي سبق أن رآها تعود إلى ذاكرته، ويستعرضها ذهنه، وتتراقص في عينيه؛ ثم يدعوه ذلك إلى الوقوع في العادة السرية.
3- التعود : فإن الشاب إذا وقع في العادة السرية بعض المرات؛ فإنها تصبح عادةً -كما سميت- ويصبح الشخص يفعلها، وإن لم يكن هناك دافع كبير لها، ولكن بمقتضى العادة التي هيمنت عليه؛ بل إن بعضهم -والعياذ بالله- بعد أن يتزوج، وييسر الله له الحلال؛ لا يجد لذة إلا في ممارسة هذه العادة الشائنة.
4- أنها تتحول -مع التعود- من قضاء للشهوة إلى رغبة في تحصيل اللذة : ذلك أن الشاب يفعل هذه العادة أول مرة؛ ليتخلص من الشهوة التي تفور في جسده كالنار، لكنه بعدما يعتادها يصبح يفعلها لمجرد تحصيل اللذة -وإن لم يكن هناك شهوة تتأجج في جسمه.
5- شدة الغُلْمة وطلب النكاح والإثارة الجنسية : حيث إن الرجل إذا شاهد ما يثيره، سواء رأى امرأةً، أو صورةً، أو غير ذلك، فإنها تولد لديه ما يسمى بالشبق والإثارة.
6- ضعف الوازع الديني : فإن ضعيف الإيمان، كلما تحركت في نفسه شهوة أو نزوة، سارع إلى قضائها، وأما قوي الإيمان، فإن عنده الصبر والعفة، والخوف من الله تعالى؛ فينهى النفس عن الهوى.

ثالثاً : حكم الاستمناء أو العادة السرية

هناك من قال بتحريم الاستمناء و هناك من قال بكراهته و هناك من قال بإباحته و لكن ما اتفق عليه جمهور العلماء هو التحريم مطلقاً

ذهب إلى تحريم الاستمناء جمهور العلماء من الشافعية و المالكية و الحنفية .... و في فتوى الشيخ محمد حسين يعقوب بدأ كلامه بـ :
قال بعضهم أنها تباح عند الضرورة و هذا غلط , غير صحيح

و جميع العلماء التالي ذكر أسمائهم أجمعوا على تحريم الاستمناء أو العادة السرية :

أبو إسحاق الحويني
محمد إسماعيل المقدم
عبد العزيز بن عبدالله بن باز
محمد بن صالح العثيمين
صالح بن فوزان الفوزان
محمد حسين يعقوب
محمد صالح المنجد
علي بن سعيد الغامدي
حامد بن عبد الله العلي
دار الإفتاء المصرية .. محمد بخيت المطيعي
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه


رابعاً : ملخــص الأدلة التي استُـدِل بهـــا على تحريم العــادة الســـرية :

أولاً : من كتاب الله :

1- قول الله تعالى :

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : و قد استدل الإمام الشافعي على تحريم الاستمناء باليد بهذه الآية الكريمة ... قال : فهذا الصنيع خارج عن هذين القسمين اللذين سمح الله بهما ( الأزواج و ملك اليمين )
و قال الإمام الشافعي في كتابه الأم .. كتاب النكاح باب الاستمناء .. فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة أو في ملك اليمين و لا يحل الاستمناء

و قال الإمام القرطبي : قال محمد بن الحكم : سمعت حرملة بن عبد العزيز : قال سألت مالكاً عن الرجل يجلد عميرة ( و العميرة كناية عن ذكر الرجل ) فتلى هذه الآيات من سورة المؤمنون

و قال بعض العلماء : إنه كالفاعل بنفسه و هي معصية أحدثها الشيطان و أجراها بين الناس حتى صارت قيلة و يا ليتها لم تُقَل ...

و قال القرطبي : و لو قام الدليل على جوازها لكان ذو المروءة يعرض عنها لدناءتها !!! ... في الجزء 12 صفحة 105 في شرح هذه الآية

و كذلك ذكر البغوي و غيره تحريم الاستمناء في تفسيره لهذه الآيات

2- قول الله تعالى :

تدل هذه الآية على حرمة الاستمناء من وجهين :
الوجه الأول أن الله تعالى أمر فيها بالاستعفاف و الأمر يدل على الوجوب فيكون الاستعفاف واجباً حيث وجب , ووجب اجتناب ما ينافيه كالزنا واللواط و الاستمناء

يعني ايه يستعفف ؟؟؟
يعني اللي معندوش عفة يفتعل العفة ... و قال الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من يستعف يعفه الله )

الوجه الثاني أن الله تعالى أوجب الاستعفاف على من لا يستطيع القيام بتكاليف النكاح و لم يجعل بين النكاح و الاستعفاف واسطة ... يعني ربنا مقالش و الذين لا يجدون نكاحاً فليستمنوا لكي يستعفوا

فاقتضى ذلك تحريم الاستمناء و لو كان مباحاً لبينه الله لأن هذا مقام بيانه ... إذ أن أحوج ما يكون الرجل للاستماء إذا لم يجد نفقة الزواج , فلما سُـكِـت عن الاستمناء في هذه الآية التي هي مقام بيانه دل على أنه حرام

ثانياً : من السنة :

1- قول النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً الشباب: ( يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) متفق عليه . ولو كانت هذه العادة القبيحة مباحة لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليها الشباب ، لأنها أيسر عليهم لو كنت مباحة من الصوم ، ولكن لما كانت إثما ومعصية اختار لهم النبي صلى الله عليه وسلم الصوم ، كما

قالت عائشة رضي الله عنها « ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما» فدل على أن العادة السرية إثم ، ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم إرشاد الشباب إليها

2- قول النبي صلى الله عليه وسلم ( البر حسن الخلق ، والإثم ماحاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم من حديث

النواس بن سمعان ، وهذه العادة القبيحة تورث اكتئابا وضيقا في الصدر وشعورا بالإثم ، ويكره فاعلها أشد الكراهية أن يعلم الذين يعرفونه أنه يمارسها ، فهي من الإثم

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إني رجل شاب و إني أخاف على نفسي العنت و لا أجد ما أتزوج بهالنساء ... فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فقال النبي : يا أبا هريرة جف القلم بما أنت لاقٍ فاختصِ على ذلك أو ذر
قال ابن حجر في شرح ( فاختصِ على ذلك أو ذر ) : ليس الأمر فيه لطلب الفعل , بل هو للتهديد

أبو هريرة اشتكى للرسول صلى الله عليه و سلم شبابه و خوفه من العنت و كرر شكايته 4 مرات و مع هذا لم يرشده النبي صلى الله عليه و سلم للاستمناء

خامساً : الأضرار الصحية الناتجة من العادة السرية

أولاً : الأضرار النفسية :

1- إحساس بالدناءة ومنافاة المروءة .
قال القرطبي رحمه الله الاستمناءُ عارٌ بالرجل الدنيء ؛ فكيف بالرجل الكبير !! )
2- قال ابن حزم -رحمه الله – بعد إباحته للاستمناء : ( إلا أننا نكرهه ؛ لأنه ليس من مكارم الأخلاق , ولا من الفضائل ) .
3- مقت النفس .
4- الشعور بالنفاق .
5- الإحباط خاصة بعد الإنـزال مباشرة ؛ لإحساس الشخص أنه خسر ولم يضف جديداً إلا لذة وقتية .
6- الخجل من النفس , خاصة أن هذه العادة تمارس سراً في خفاء .
7- القلق والتوتر.
8- تصل بعض الحالات إلى الانتكاس والتنكّب عن الطريق السوي ؛ لشعوره بازدواجية الشخصية .
9- صعوبة الإقلاع عنها لمن أدمنها حتى بعد الزواج , وكثيراً ما يحصل شقاق بين الزوجين من رواسبها .
10- الكآبة النفسية, والانطواء , والبعد عن الحياة الاجتماعية ؛ مما يؤدي إلى شرود الذهن .
11- أيضاً توقع الأضرار المستقبلية يظل كامناً في النفس بعد كل ممارسة ؛ مما يؤدي إلى انعكاسات نفسية خطيرة .

ثانياً : الأضرار العضوية :

1- تضعف البصر و تقلل من حدته المعتادة
2- تضعف عضو التناسل و تحدث فيه ارتخاءً جزئياً أو كلياً
3- تحدث ضعفاً في الأعصاب نتيجة الإجهاد
4- تحدث اضطراباً في الجهاز الهضمي
5- توقف نمو الأعضاء خصوصاً الإحليل و الخصيتين
6- تحدث التهاباً منوياً في الخصيتين فيصحب صاحبها سريع الإنزال ... و قد يصل الحد إلى أن ينزل بمجرد احتكاك شئ بذكره أقل احتكاك
7- تورث ألماً في فقرات الظهر و هو الصلب الذي يخرج منه المني
8- تحل ماء فاعلها فبعد أن يكون السائل غليظاً يصبح رقيقاً خالياً من الحيوانات المنوية
9- تسبب رعشة في بعض الأعضاء كالرجلين و الأصابع
10- تسبب ضعفاً في الغدد المخية فتضعف القوى المدركة و يقل فهم فاعلها
11- تورث على الوجه الصفرة
12- تورث غماً في الصدر
13- تنشئ الأمراض التناسلية
14- وصلت بأحد الشباب إلى التوتر النفسي و فقد الأمل حتى حاول الانتحار
15- خروج المني بشعور و بدون شعور
16- بالنسبة للفتيات ... قد تؤدي إلى التهابات تناسلية وبولية وبرودة جنسية بعد الزواج، أو فقد غشاء البكارة فإذا كانت هناك التهابات بولية أو مهبلية فهذا من السهل علاجه، بواسطة المضادات الحيوية، وإذا كانت تخاف من فقدان عذريتها فعليها عرض نفسها على طبيبة مسلمة ثقة للتشخيص وزيادة الاطمئنان

سادساً : طرق الخلاص من العادة السرية

1- يجب أن يكون الداعي للخلاص من هذه العادة امتثال أمر الله واجتناب سخطه .
2- دفع ذلك بالصلاح الجذري وهو الزواج امتثالاً لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم للشباب بذلك .
3- الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة، والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أوصى بالصيام في الحديث الصحيح.
4- دفع الخواطر والوساوس وإشغال النفس والفكر بما فيه صلاح دنياك وآخرتك لأن التمادي في الوساوس يؤدي إلى العمل ثم تستحكم فتصير عادة فيصعب الخلاص منه .
5- غض البصر لأن النظر إلى الأشخاص والصور الفاتنة سواء حية أو رسماً وإطلاق البصر يجرّ إلى الحرام وكذلك ينبغي البعد عن الأماكن التي يوجد فيها ما يغري ويحرك كوامن الشهوة .
6- البعد عن كل ما يهيج الشهوة كالاستماع إلى الأغاني الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة، مما يوجد بكثرة في الأفلام بالذات.
7- الانشغال بالعبادات المتنوعة ، وعدم ترك وقت فراغ للمعصية .
8- الاعتبار بالأضرار الصحية الناتجة من تلك الممارسة مثل ضعف البصر والأعصاب وضعف عضو التناسل والآم الظهر وغيرها من الأضرار التي ذكرها أهل الطّب ، وكذلك الأضرار النفسية كالقلق ووخز الضمير والأعظم من ذلك تضييع الصلوات لتعدّد الاغتسال أو مشقتّه خصوصا في الشتاء وكذلك إفساد الصوم .
9- إزالة القناعات الخاطئة لأن بعض الشباب يعتقد أن هذه الفعلة جائزة بحجة حماية النفس من الزنا واللواط ، مع أنّه قد لا يكون قريبا من الفاحشة أبدا .
10- التسلح بقوة الإرادة والعزيمة وألا يستسلم الشخص للشيطان . وتجنب الوحدة كالمبيت وحيدا وقد جاء في الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيت الرجل وحده " . رواه الإمام أحمد وهو في صحيح الجامع 6919 .
11- لا تأوِ إلى الفراش إلا إذا غلبك النوم و لا تنم وحدك
12- الالتزام بالآداب الشرعية عند النوم مثل النوم على طهارة و قراءة الأذكار الواردة ، والنوم على الشقّ الأيمن وتجنب النوم على البطن لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
13- لا تجلس في الحمام إلا بقدر الحاجة، وادخل وأنت خائف، فإذا خرجت وسلمت فافرح، واحمد ربك
14- التحلي بالصبر والعفة لأنه واجب علينا الصبر عن المحرمات وإن كانت تشتهيها النفس ولنعلم بأنّ حمل النّفس على العفاف يؤدي في النّهاية إلى تحصيله وصيرورته خُلُقا ملازما للمرء وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ . " رواه البخاري فتح رقم 1469 .
15- وإذا وقع الإنسان في هذه المعصية فعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار وفعل الطاعات مع عدم اليأس والقنوط لأنه من كبائر الذنوب .
16- وأخيراً مما لا شك فيه أن اللجوء إلى الله والتضرع له بالدعاء وطلب العون منه للخلاص من هذه العادة هو من أعظم العلاج لأنه سبحانه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه

سابعاً: نقطتان هامتان جداً جداً

الأول : ماذا لو رآك أحد المشايخ الكبار والعلماء الأجلاء الذين تثق بهم وتحترمهم ؟
ماذا لو رآك وأنت تمارس هذه العادة السيئة ؟! هل ستطيب لك حياة ؟ هل تستطيع مواجهته بعد ذلك ؟
فاعلم أن الله تعالى يراك ويطلع عليك ! واعلم أن ملائكته الكرام يرونك ! .

الثاني : نأمل أن تفكِّر للحظة واحدة أن يقدِّر الله تعالى عليك الوفاة وأنت تمارس هذه العادة ! فهل يرضيك أن تكون هذه هي خاتمتك ؟ هل يرضيك أن تُبعث من قبرك وأنت على هذه الحال ؟ وهل يرضيك أن تموت جنباً من فعل محرَّم ؟!